اليونيسف تحذر من تصاعد كارثي في سوء تغذية الأطفال بدارفور

13 يوليو/تموز 2025 (PEN) أظهرت بيانات جديدة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ارتفاعًا مقلقًا بنسبة 46% في حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في ولايات دارفور الخمس خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، في ظل تصاعد العنف وانهيار الخدمات الأساسية.

ووفقًا للمسوحات التي غطت حتى مايو/أيار الماضي، تم إدخال أكثر من 40 ألف طفل للعلاج في ولاية شمال دارفور وحدها، أي ضعف عدد الحالات المسجلة في نفس الفترة من العام السابق. كما تجاوزت تسعة من أصل 13 منطقة في دارفور عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان، إن "الأطفال يعانون من الجوع بسبب النزاع، ويُحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذ حياتهم"، محذرًا من أن الأرقام مرشحة للتفاقم مع ذروة موسم الجفاف ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

وفي مناطق أخرى من السودان، سجلت المنظمة زيادات غير مسبوقة، أبرزها في ولاية الجزيرة بنسبة 683%، وفي الخرطوم بـ174%، وشمال كردفان بـ70%، وسط انهيار في النظام الصحي وتفشي أمراض مثل الكوليرا والحصبة، وزيادة خطر المجاعة.

وأشارت اليونيسف إلى أن الصراع الدائر شمال دارفور، خاصة في محيط الفاشر ومخيم زمزم، أدى إلى نزوح قرابة 400 ألف شخص وانقطاع وصول المساعدات، بعد نهب القوافل وإغلاق الطرق وقصف المستشفيات. كما أعلنت المنظمة عن نفاد مخزون الأغذية العلاجية الجاهزة في الفاشر، وإغلاق مرافق صحية رئيسية في زمزم.

ودعت اليونيسف الأطراف المتحاربة إلى السماح الفوري والآمن بوصول المساعدات، وحثت المجتمع الدولي على توفير تمويل إضافي بقيمة 200 مليون دولار لتوسيع برامج التغذية المنقذة للحياة، مشددة على أن الوضع يرقى إلى "لحظة الحقيقة" يجب فيها الاختيار بين التحرك الفوري أو تعميق الكارثة.