بريطانيا: قيادة الدعم السريع ستُحاسب على أفعال قواتها في دارفور

27 أكتوبر/تشرين الأول 2025 (PEN) أعربت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر عن قلقها البالغ إزاء التداعيات الإنسانية الخطيرة التي يتعرض لها المدنيون في مدينة الفاشر، محذرة من أن التقدم المستمر لقوات الدعم السريع يخلّف آثارا مروعة ومدمرة على السكان المحليين.

وقالت كوبر، في بيان لها، إن مئات الآلاف من المدنيين يواجهون خطر النزوح القسري والعنف العشوائي، مؤكدة أن العواقب الإنسانية كارثية، وداعية إلى السماح الفوري للمدنيين بمغادرة المدينة بأمان وضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق.

وأضافت الوزيرة أن بريطانيا تتابع نمطا مقلقا للغاية من الانتهاكات في الفاشر، تشمل عمليات قتل وتعذيب وعنفا جنسيا ممنهجا، مشيرة إلى أن النساء والفتيات يتعرضن لانتهاكات مروعة، من بينها الاغتصاب واستخدام العنف الجنسي "سلاح حرب"، مؤكدة أن العالم لا يمكنه تجاهل معاناتهن.

وشددت كوبر على أن كلا من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية التزمتا علنا بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني، لافتة إلى أن هذه الالتزامات يجب أن تتحول إلى إجراءات ملموسة على الأرض، مع إصدار أوامر واضحة للقوات لضمان سلامة المدنيين والعاملين الإنسانيين، محذرة من أن قيادة الدعم السريع ستُحاسب على أفعال قواتها.

كما دعت وزيرة الخارجية البريطانية جميع الأطراف إلى التعاون العاجل مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية لتأمين وصول آمن وسريع للمساعدات تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2736، مؤكدة أن الهجمات على المدنيين والعاملين الإنسانيين والبنية التحتية المدنية، بما فيها المستشفيات، يجب أن تتوقف فورا.

وأوضحت كوبر أن المساعدات البريطانية تُحدث فرقا حقيقيا على الأرض، مشيرة إلى أن إجمالي الدعم البريطاني للسودان يتجاوز 120 مليون جنيه إسترليني، من بينها خمسة ملايين إضافية لمبادرة "اتحاد النقد السوداني"، يُوجَّه نحو ثلثيها للفئات الأشد ضعفًا في شمال دارفور عبر منظمات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق السودان الإنساني.

واختتمت كوبر بيانها بالتأكيد على أن إنهاء الحرب في السودان يعزز الأمن داخل المملكة المتحدة ويحد من الهجرة غير النظامية إليها، مشددة على أن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها الدوليين، بما في ذلك المجموعة الرباعية، للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتمهيد الطريق نحو السلام، مضيفة: "يجب أن تنتهي المعاناة الآن."