كير الدولية: حصار الفاشر المستمر منذ أكثر من عام يعمّق الكارثة الإنسانية في السودان

21 أغسطس/آب 2025 (PEN) حذّرت منظمة كير الدولية من أن حصار مدينة الفاشر في شمال دارفور، المستمر منذ أكثر من 12 شهرًا، فاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث يعيش المدنيون في ظروف وصفتها المنظمة بـ"اليائسة"، وسط جوع ومرض وخوف دائم.

وأوضحت كير السودان أن العائلات الفارّة من شمال دارفور تواصل العبور إلى شرق دارفور أو الاستقرار فيها، حيث تقدم المنظمة خدمات الصحة والمياه والمساعدات النقدية وسبل العيش. غير أن شهادات الوافدين الجدد تكشف، وفق المنظمة، عن رحلات مميتة عبر طرق صحراوية قاتلة، حيث يسير آلاف الأشخاص لأيام تحت حرارة شديدة ودون طعام أو ماء، بينما فقد بعضهم حياته أو تاه في الصحراء.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 825 ألف طفل ما زالوا محاصرين في الفاشر ومخيم زمزم، فيما ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 46% منذ أبريل/نيسان 2025. كما يواجه نحو 640 ألف طفل خطر الإصابة بالكوليرا، التي اجتاحت البلاد منذ يوليو/تموز 2024.

وأشارت كير إلى أن أسعار السلع الأساسية تضاعفت 20 مرة منذ اندلاع النزاع؛ إذ ارتفع سعر جوال الذرة من 100 دولار إلى أكثر من 2000 دولار، ما دفع عائلات لاستهلاك علف الحيوانات المصنوع من قشور الفول السوداني بدل الغذاء.

وفي السياق، أكدت الأمم المتحدة أن 17 منطقة في السودان مصنفة على أنها مهددة بالمجاعة، بينها دارفور وجبال النوبة، فيما تم توثيق مجاعة فعلية في بعض المناطق منذ أغسطس/آب 2024. كما حذرت من الانتهاكات الجسيمة والواسعة للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الاضطهاد القائم على أسس عرقية وجرائم ضد الإنسانية.

وأشارت كير السودان إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لم تُموّل سوى بنسبة 23.2% فقط، وهو ما أدى إلى تقليص المطابخ المجتمعية وخدمات المنظمات النسائية المحلية التي تتحمل العبء الأكبر. وقال عبد الرحمن علي، المدير القطري للمنظمة: "الوضع يزداد سوءًا كل دقيقة، والعائلات تصل مرهقة وجائعة ومصدومة، بينما ينهار الوصول الإنساني بسبب العرقلة المتعمدة ونقص التمويل. بدون دعم دولي عاجل، ستزهق أرواح لا حصر لها."

ودعت كير إلى زيادة فورية في التمويل الإنساني، مع التركيز على دعم المنظمات النسائية المحلية وضحايا العنف الجنسي، لكنها شددت على أن التمويل وحده لا يكفي، وأن المطلوب هو رفع الحصار عن الفاشر ووقف الهجمات وضمان وصول آمن وغير مقيد للمساعدات.