لجان مقاومة الفاشر: المدينة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ السودان

26 مايو/ أيار 2025 (PEN) حذّرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة، مؤكدة أن الفاشر تشهد "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ السودان الحديث"، وسط مجاعة خانقة وظروف معيشية وصفتها بـ"المنهارة تمامًا".

وأوضحت التنسيقية أن آلاف الأسر لم تعد تجد ما يسد رمقها، في ظل شح حاد في المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعار السلع إلى مستويات "خيالية"، مع فراغ الأسواق من أبسط الاحتياجات، مشيرة إلى أن الجوع بات "ضيفًا ثقيلًا في كل بيت".

ووفقًا للبيان، فإن الأزمة تجاوزت حدود الغذاء لتشمل أيضًا نقصًا حادًا في الدواء والمياه والخدمات الأساسية، بينما يتواصل القصف المدفعي على المدينة بشكل يومي، ما يمنع السكان من الخروج بحثًا عن الطعام ويعطل وصول المساعدات القليلة المتبقية.

وأشارت التنسيقية إلى أن "عشرات الأحياء تتعرض يوميًا لسقوط القذائف دون تمييز"، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الضحايا ويزيد من عزلة المدينة عن العالم الخارجي، مؤكدة أن "ما تعيشه الفاشر لا يمكن وصفه إلا بكارثة إنسانية شاملة"، حيث يهدد الجوع والقصف حياة السكان بشكل متزامن.

وأضاف البيان أن "مطابخ الأحياء"، وهي مبادرات تطوعية مجتمعية، تمثل "شريان الحياة الأخير" لسكان المدينة، لكنها تواجه خطر التوقف بسبب نقص الدعم والموارد، داعية إلى تدخل عاجل من منظمات الإغاثة والجهات الحكومية لدعم هذه المطابخ وتوفير الغذاء والدواء بشكل مباشر وسريع.

واختتمت لجان المقاومة بيانها بنداء عاجل، مؤكدة أن "ما يحدث في الفاشر اليوم هو امتحان حقيقي للضمير الإنساني"، وأن "الصمت لم يعد خيارًا، والانتظار لم يعد ممكنًا".