يونيسف: الأطفال يدفعون الثمن الأعلى جراء تصاعد الصراع في السودان

25 أكتوبر/تشرين الأول 2025 (PEN) قال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليا، مؤكدا أن الأطفال يدفعون الثمن الأعلى جراء تصاعد الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.

وأوضح شيبان، في إحاطة صحفية عقدت بجنيف أمس الجمعة عقب عودته من زيارة إلى دارفور والخرطوم، أنه شاهد مشاهد مروعة لمعاناة المدنيين، حيث “تمزق أعمال العنف المجتمعات، وتُجبر النساء والأطفال على الفرار وسط نقاط تفتيش مسلحة يتعرضون فيها للمضايقة والاعتداء”.

وأضاف المسؤول الأممي أن 1.4 مليون طفل يعيشون في مناطق تشهد مجاعة أو مهددة بها، محذرا من أن آلاف الأطفال سيموتون ما لم يتلقوا علاجا عاجلا، لافتا إلى أن شمال دارفور وحدها قد تسجل 150 ألف حالة سوء تغذية حاد وخيم هذا العام. 

كما أشار شيبان إلى أن منطقة طويلة شهدت ارتفاعا في الحالات من مئات إلى أكثر من ألفي حالة شهريا منذ أبريل بسبب موجات النزوح من الفاشر.

وأكد شيبان أن 14 مليون طفل في السودان خارج المدرسة، وهو ما وصفه بأنه “جيل كامل ضائع بلا تعليم”، مشيرا أيضا إلى انتشار أمراض الكوليرا والدفتيريا والملاريا وحمى الضنك في ظل انهيار أنظمة الرعاية الصحية.

وأوضح أن مدينة الفاشر تخضع لحصار مستمر منذ أكثر من 16 شهرا، حيث يُحاصر نحو 130 ألف طفل دون طعام أو ماء أو رعاية صحية، مؤكدا أنه “لا يوجد طريق آمن للدخول أو الخروج من المدينة”.

ورغم ذلك، قال نائب مدير “يونيسف” إنه شاهد بوادر صمود لدى المجتمعات المحلية التي رممت مدارسها ووفرت أماكن آمنة للأطفال، مشيدا بجهود فرق اليونيسف وشركاء الأمم المتحدة الذين قدموا لقاح الكوليرا وشبكات الوقاية من الملاريا لثمانية ملايين شخص، وعالجوا أكثر من ربع مليون طفل من سوء التغذية، وأمّنوا المياه لـ11 مليون شخص.

وختم شيبان تصريحاته بالتأكيد على أن السودان يحتاج إلى وصول إنساني غير مقيد وتمويل كاف ومسار سياسي واضح لإنهاء الصراع ومعالجة الكارثة الإنسانية المتفاقمة.