الأمم المتحدة: تدهور حاد في الأوضاع الصحية والغذائية بشمال دارفور

29 يوليو/تموز 2025 (PEN) أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في السودان، محذرًا من تصاعد الأزمات في مناطق النزاع، خصوصًا في ولاية شمال دارفور.

ووفقًا للمكتب، فقد تم تسجيل أكثر من 1500 حالة إصابة بالكوليرا المؤكدة والمشتبه بها في محلية طويلة منذ يونيو/حزيران، حيث يتلقى أكثر من 500 شخص العلاج حاليًا. وأشار المكتب إلى أن السلطات المحلية اضطرت لاتخاذ إجراءات طارئة شملت إغلاق الأسواق وحظر التجمعات العامة في محاولة لاحتواء تفشي المرض.

وكانت الأمم المتحدة قد أكدت، الأسبوع الماضي، حاجة المنظمات الإنسانية إلى تمويل عاجل بقيمة 120 مليون دولار لتوسيع نطاق الدعم الإنساني في طويلة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، محذرة من أن استمرار نقص التمويل سيعيق الجهود الرامية إلى احتواء التفشي وضمان توفير الخدمات الأساسية.

وفي سياق متصل، حذّرت تقارير أممية من تدهور حاد في الأمن الغذائي في مختلف أنحاء البلاد، حيث تعاني الأسر في معسكر أبو شوك للنازحين من نقص شديد في الغذاء والدواء، ما أسفر عن وفاة أربع حالات مرتبطة بالجوع خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لمصادر محلية.

وأظهرت تقييمات أجرتها الأمم المتحدة أن مدينة الفاشر سجلت أعلى أسعار للسلع الأساسية في مايو/أيار، حيث بلغت تكلفة سلة الغذاء المحلية أكثر من ستة أضعاف المعدل الوطني. كما شهدت المدينة ارتفاعات صادمة في الأسعار، بينها زيادة بنسبة 960% في سعر السكر، و160% في الذرة الرفيعة، و150% في سائل غسل الصحون خلال شهر واحد فقط.

ووفقًا لتنبيه أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) سابقا، فإن بعض مناطق شمال دارفور وجبال النوبة الشرقية تواجه أوضاعًا شبيهة بالمجاعة، بينما توجد مناطق أخرى معرضة للخطر، خاصة مع دخول موسم الشح الذي يستمر من يوليو إلى أكتوبر.

ورغم هذا التصاعد في الأزمات، أكدت الأمم المتحدة أنها تواصل تقديم المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أنها وزعت الأسبوع الماضي مواد إيواء وأدوات نظافة وطبخ على نحو 2000 أسرة نازحة حديثًا في شمال دارفور. ومع ذلك، فإن نحو 60% من الأسر النازحة لا تزال دون دعم كافٍ في مجال الإيواء، بحسب ما أفاد به مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.