خبير أممي يحذر من تفشي العنف الجنسي جراء الحرب في السودان

19 يونيو/حزيران 2025 (PEN) حذر رضوان نويصر، الخبير الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، من أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان لا يزال متفشيًا على نطاق واسع، ويترك ندوبًا دائمة على الأفراد والأسر والمجتمعات، مؤكداً أنه "رغم أن النساء والفتيات لا يبدأن الحروب، إلا أنهن يتحملن وطأتها".

وفي بيان أصدره يوم 19 يونيو 2025 بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، أعرب نويصر عن قلقه العميق إزاء فشل الأطراف المتحاربة في منع هذا النوع من الانتهاكات.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقد تم توثيق 368 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالنزاع حتى 31 مايو 2025، شملت ما لا يقل عن 521 ضحية، أكثر من نصفها كانت حالات اغتصاب واغتصاب جماعي، استهدفت في الغالب نساء وفتيات نازحات داخليًا، وغالبًا ما اتسمت هذه الجرائم بالكراهية العرقية. كما نُسب أكثر من 70% من هذه الحالات إلى قوات الدعم السريع، وفقًا للتقارير الأممية.

وأكد نويصر أن هذا الرقم لا يمثل سوى "جزء ضئيل من الصورة الحقيقية"، مشيرًا إلى أن وصمة العار والخوف من الانتقام وانهيار الأنظمة الطبية والقانونية تؤدي إلى عدم الإبلاغ عن مئات الحالات.

كما أشار إلى أن المفوضية وثقت شهادات مروعة من ناجين، تضمنت اغتصابًا أمام أفراد الأسرة، واختطافًا تلاه عنف جنسي، والاتجار بالبشر، والاعتداء على ناشطات، بمن فيهن من يعملن على توثيق هذه الجرائم.

وأضاف نويصر أن العنف الجنسي غالبًا ما يرافقه القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي، وأنه يستخدم كـ"أداة للتخويف والانتقام على أساس قبلي"، من قبل طرفي النزاع والميليشيات المتحالفة معهما.

واعتبر نويصر أن ما يحدث يمثل "حالة طوارئ خطيرة لحقوق الإنسان وأزمة إنسانية"، تؤدي إلى ضرر دائم للأسر والأطفال المولودين من الاغتصاب، وسط إفلات واسع من العقاب.

ودعا نويصر إلى تعبئة العدالة الوطنية والدولية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، مؤكدًا أن "مهما طال الزمن، يجب ألا يُحرم هذا الجيل والجيل القادم من العدالة".