أطباء السودان: انتهاكات جسيمة في النهود واستشهاد 3 من الكوادر الطبية الاتحاد الأفريقي يطالب بوقف إطلاق النار في السودان واستئناف الحوار بقيادة أفريقية مصر تدين استهداف المرافق الحيوية في السودان وتدعو لوقف إطلاق النار الكويت تطالب بوقف استهداف المرافق الحيوية بالسودان وتدعو لاحترام إعلان جدةقطر تدين استهداف البنية التحتية في السودان وتدعو لإنهاء الحرب
Live Date and Time

مبعوث أممي سابق يحذر من تفتت السودان وسط حرب بلا أفق

17 يوليو/تموز 2025 (PEN) قال المبعوث الأممي السابق إلى السودان، فولكر بيرتس، إن السودان يشهد في الوقت الراهن مسارا خطيرا نحو التفتت والجمود، مع غياب أي بوادر لنهاية الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، محذرا من احتمال ظهور أكثر من حكومة داخل البلاد.

وأوضح بيرتس، في حوار مع مجلة "المجلة" السعودية، أن المشهد العسكري تغير ميدانيا لصالح الجيش، بعد استعادته السيطرة على الخرطوم، إلا أن "الانتصارات الموضعية لا تمثل جوهر المسألة"، معتبرا أن الحرب تحولت إلى صراع معقد يضم ميليشيات ذات أهداف عرقية ومحلية، وسط تراجع تأثير الدولة المركزية.

وأضاف أن ما حذرت منه البعثة الأممية منذ بداية النزاع يتحقق اليوم، إذ لم يعد الأمر يتعلق بمواجهة سريعة بين جيشين، بل باتت البلاد تتجه فعلياً نحو التفكك، مع اعتماد الطرفين على تحالفات غير مستقرة من الميليشيات والمرتزقة.

وفي تحليله للواقع السياسي، قال بيرتس إن تعيين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لرئيس وزراء، وتشكيل "قوات الدعم السريع" لحكومة موازية بدعم من بعض الأحزاب، يمثلان مؤشراً على انقسام فعلي، دون أن يصل إلى درجة انفصال رسمي على غرار جنوب السودان، مرجحاً "تفتتاً وجموداً" طويل الأمد.

وأشار إلى أن الطرفين، رغم امتلاك كل منهما لقدرة على تحقيق مكاسب ميدانية أو شن ضربات، "غير قادرين على حسم الحرب أو فرض سيطرة شاملة"، لافتاً إلى أن الجيش يحتفظ بدعم في الوسط والشرق، بينما تسيطر "قوات الدعم السريع" على غالبية ولايات دارفور.

وفي ما يتعلق بالموقف الإقليمي والدولي، رأى بيرتس أن الكفة العسكرية بدأت تميل لصالح الجيش بعد تلقيه دعماً خارجياً، خاصة من إيران وروسيا، موضحاً أن موسكو وجدت في سيطرة الجيش على البحر الأحمر مبرراً لدعمه، بينما تراجعت أبوظبي عن دعمها المعلن لـ"الدعم السريع" تحت ضغط أمريكي، رغم استمرار وجود قنوات دعم غير مباشرة.

وأكد أن الطرفين يصدران الذهب إلى نفس الدولة للحصول على السلاح، ما يجعل العامل الخارجي مؤثراً لكنه ليس حاسماً، قائلاً: "لو كان العامل الخارجي وحده هو المحدد، لما شهدنا هذا التغير السريع في ميزان القوى".

وعن احتمال وقف إطلاق النار، قال بيرتس إن ذلك "أقرب منالا" مما كان عليه سابقاً، مشيراً إلى أن غياب القتال المباشر في الخرطوم بعد انسحاب "الدعم السريع" قد يسمح باتفاق مؤقت، لكن السلام الحقيقي يتطلب انخراطاً مدنياً شاملاً، وهو ما لا يبدو متاحاً حالياً.

ورفض بيرتس وصف ما يجري بأنه "حرب بالوكالة"، معتبراً أن الصراع داخلي في جوهره، وإن كانت القوى الإقليمية تحاول استغلاله لتعزيز مصالحها، مستشهداً بدعم حفتر لـ"قوات الدعم السريع" في ليبيا، ومحاولة بعض الأطراف تأسيس نفوذ عبر خطوط الدعم اللوجستي.

واختتم بيرتس تصريحاته بالتأكيد على أن "قوات الدعم السريع" لم تنجح في ترسيخ سلطتها في المناطق التي تسيطر عليها، بل مارست فيها "النهب والاغتصاب وجرائم القتل"، مضيفاً أن مقاتليها لم يكونوا يدافعون عن أرضهم، ما يفسّر تراجعهم مع سقوط الخرطوم.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.