مفوضية أممية تحذر من "مجازر ذات طابع عرقي" في شمال دارفور

23 أغسطس/آب 2025 (PEN) أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين في شمال دارفور، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنيًا خلال عشرة أيام حتى 20 أغسطس/آب، محذرة من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى.

وقالت المفوضية في بيان إن "الهجمات الوحشية على المدنيين غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورًا"، موضحة أن 32 مدنيًا قُتلوا بين 16 و20 أغسطس، فيما قُتل 57 آخرون في هجمات بتاريخ 11 أغسطس.

وأعربت المفوضية عن "صدمة خاصة" إزاء ورود معلومات عن 16 حالة إعدام ميداني في مخيم أبو شوك، استهدفت في معظمها أفرادًا من قبيلة الزغاوة الإفريقية. وأضافت أنه في حالة أخرى بمدينة الفاشر، "قُتل أحد الضحايا بعد أن سُئل عن قبيلته وأجاب بأنه من قبيلة البرتي الإفريقية".

وحذرت المفوضية من أن هذا النمط من القتل المتعمد والهجمات على المدنيين يمثل "انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي"، ويثير "مخاوف متزايدة من العنف القائم على أسس عرقية".

كما كشفت عن تقارير تفيد بأن ما لا يقل عن 40 رجلًا من النازحين اختُطفوا خلال هجمات 16 أغسطس، وما زال مكانهم مجهولًا.

وأضافت أن الوضع الإنساني في الفاشر بلغ "مرحلة حرجة" بعد أكثر من عام من الحصار، وسط تزايد خطر المجاعة في المدينة ومناطق أخرى بشمال دارفور.

وفي السياق ذاته، ذكرت المفوضية أن قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة تضم 16 شاحنة محمّلة بإمدادات غذائية تعرضت لغارات جوية في مليط، شمال دارفور، في 20 أغسطس، وذلك بعد هجوم سابق على قافلة أخرى في الكوما بتاريخ 2 يونيو.

وأكدت أن "المساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني محميون بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا يجوز استهدافهم"، مشددة على أن الاعتداءات على القوافل الإنسانية "تفاقم الوضع الكارثي لحقوق الإنسان".

ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ "تدابير ملموسة وفورية" لحماية المدنيين، بما في ذلك تأمين ممرات آمنة للراغبين في مغادرة مناطق القتال، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المحتاجين.