الجنائية الدولية تستعد للنطق بالحكم في قضية كوشيب بريطانيا تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوداني أميركا: الأطراف المتحاربة في السودان تقترب من محادثات مباشرة صحفية سودانية تحصل على جائزة للصحافة العربيةبعثة أممية: أماكن العبادة في السودان يجب أن تبقى ملاذات آمنة
Live Date and Time

29 Sep
29Sep

سرطان الثدي، من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء حول العالم، ويُصنف أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات اليوم. ورغم أن المرض قد يصيب الرجال أيضا، فإن نسبة الإصابة بينهم لا تتجاوز 1%، بينما تحدث 99% من الحالات لدى النساء، مما يجعل نوع الجنس الأنثوي أقوى عامل خطر للإصابة. 

لكن هذا لا يعني أن جميع النساء معرضات بنفس الدرجة، فهناك عوامل إضافية تؤثر على احتمالية الإصابة وتُحدد مستوى الخطر. ومن أبرز هذه العوامل، التقدم في العمر، إذ تزداد فرص الإصابة بعد سن الأربعين، والسمنة التي ترتبط باضطرابات هرمونية وتعاطي الكحول بشكل ضار والتدخين، والتعرض السابق للإشعاع إضافة إلى التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي. 

كما تلعب الصحة الإنجابية دورا مهما، مثل العمر عند بدء الدورة الشهرية أو عند الحمل الأول، واستخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس. 

كل هذه العوامل قد ترفع من خطر الإصابة، لكنها لا تعني بالضرورة أن المرأة ستُصاب بالمرض. واللافت أن نصف حالات سرطان الثدي تقريبا تحدث لدى نساء لا يحملن أي عوامل خطر واضحة سوى كونهن إناثا وتجاوزهن سن الأربعين. 

وهذا ما يجعل الفحص المبكر ضرورة لا يمكن تجاهلها، حتى في غياب الأعراض أو التاريخ العائلي. فالكثير من النساء المصابات ليس لديهن سوابق عائلية معروفة، مما يؤكد أن الاعتماد على التاريخ الوراثي وحده ليس كافيا لتقييم الخطر.

من جهة أخرى، هناك طفرات جينية موروثة تزيد من خطر الإصابة بشكل كبير، أبرزها BRCA1 وBRCA2 وPALB-2. النساء اللواتي يحملن هذه الطفرات يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي في سن مبكرة، وقد يُنصحن باتباع استراتيجيات وقائية مثل الاستئصال الجراحي للثديين أو العلاج الكيميائي الوقائي. 

هذه الإجراءات تُتخذ بناء على تقييم دقيق من قبل الأطباء المختصين، وتُعد خيارا شخصيا يعتمد على عوامل متعددة.

من عوامل الخطر إلى فرص النجاة

الكشف المبكر يُعد حجر الأساس في تقليل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي. ويشمل ذلك التشخيص المبكر، أي معرفة العلامات والأعراض وطلب المشورة الطبية فور ظهور أي تغيرات غير طبيعية، مثل وجود كتلة في الثدي أو تغير في شكله أو إفرازات غير معتادة. 

كما يشمل الفحص الدوري باستخدام التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام)، خاصة للنساء بين سن 50 و69 عامًا، حتى في حال عدم وجود أعراض ظاهرة.

في النهاية، فإن سرطان الثدي لا يميز بين امرأة وأخرى، ولا ينتظر ظهور الأعراض ليُعلن عن نفسه. التوعية، الفحص المنتظم، والمعرفة الدقيقة بعوامل الخطر، كلها أدوات فعالة في مواجهة هذا المرض. وكل امرأة، بغض النظر عن تاريخها الصحي، تستحق أن تُمنح فرصة الوقاية والعلاج في الوقت المناسب.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.